وكأننا عدنا إلى الحياة..
ما يحدث من تغيرات صعبة وإعادة المجتمع إلى الطبيعة الإنسانية تجعل البعض يستغربون أشد الاستغراب من فرحتنا وحبورنا لقرارات تجيز ممارسة أنشطة حياتية عبرتها المجتمعات من بداية القرن الماضي..
وحينما فاضت فرحتنا بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ظننا أن العالم مجتمعا سوف يفرح لفرحنا، حتى أن مندوب المملكة في هيئة الأمم أعلن بأن المملكة سمحت بقيادة المرأة.. كان خبرا باردا لم يحفز المجتمعين للتفاعل معه، إلا حينما صفق مندوب المملكة حينها تنبه أعضاء الجلسة بأنه حدث فريد يستحق الفرح..
وقبل هذا الحدث كانت عرى التشدد تفك عروة بعد أخرى، فتجدنا نتقافز فرحا بفك عقدة من تلك العقد، فقد فرحنا قريبا بمشاركة النساء في أفراح اليوم الوطني وقبلها بدخول المرأة إلى مجلس الشورى وقبلها بعمل المرأة في الأعمال المختلفة وقبلها.. وقبلها.. وقبلها..
الناس فرحة بعودة المجتمع الطبيعي، وقبل يومين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر أن التلفزيون السعودي يستعيد عافيته ويبث سهرة غنائية لأم كلثوم... ومن اطلع على تغريدات الشعب السعودي فرحة بعودة الغناء في التلفزيون السعودي لن يستوعب سبب الفرحة الغامرة التي اجتاحت المغردين...
نعم كأننا عدنا للحياة من جديد..
** **
في طفولتنا كان غناء أم كلثوم يمثل لنا إرهاقا وتعبا ومللا..
في تلك الطفولة التي سبقت عام 1400 للهجرة كان التلفزيون السعودي ممتعا ومتنوعا، وعلى خارطة البث برامج مختلفة الاتجاهات وغنية المضامين وكل برنامج يسعى إلى تعميق ثقافة الفرد.. في تلك الطفولة لم تكن المسلسلات هابطة المستوى أو اللغة، أذكر أننا شاهدنا روائع الروايات العالمية من خلال مسلسلات لبنانية بلغة عربية فصيحة ثرة المفردات.. في تلك الفترة كان التلفزيون أداة تثقيف ومتعة وطرب، وكان التلفزيون يبث غناء جميع عمالقة الطرب ومن تلاهم في القيمة والجماهيرية... يكفي أن تخبر شابا من شباب زمن التحريم (الذين تم مسخ عقولهم بتحريم الغناء) أن التلفزيون السعودي كان يبث أغاني في أيام الحج ترحيبا بالموسم والحجاج معا وعلى رأس تلك الأغاني أغنية فيروز (غنيت مكة أهلها الصيدا).. كان الزمن جميلا والناس أجمل قبل أن تعصف بنا الصحوة..
في تلك الفترة وحينما كنا أطفالا كانت السهرة التلفزيونية لليلة الجمعة تتمثل من فقرتين: حفلة ساهرة لأم كلثوم تليها حلقة لمسلسل يعرض طوال الأسبوع، ولكي لا تفوتنا الحلقة نظل نغالب النعاس من طول أغنية أم كلثوم، وإذا سرقنا النوم نلقي اللائمة على أم كلثوم، وكان بعضنا يقفز إلى الشارع ويظل يلعب إلى أن تنتهي فقرة أغنية أم كلثوم، ولكي أروض ذلك الطفل وأعلمه مقدار الجمال الذي كنت أتغافل عنه لعبا أو نعاسا فقد ظللت ليلة عودة أم كلثوم لشاشة التلفزيون السعودي متابعا لأغنيتها ومشبعا بالفرح.
ما يحدث من تغيرات صعبة وإعادة المجتمع إلى الطبيعة الإنسانية تجعل البعض يستغربون أشد الاستغراب من فرحتنا وحبورنا لقرارات تجيز ممارسة أنشطة حياتية عبرتها المجتمعات من بداية القرن الماضي..
وحينما فاضت فرحتنا بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ظننا أن العالم مجتمعا سوف يفرح لفرحنا، حتى أن مندوب المملكة في هيئة الأمم أعلن بأن المملكة سمحت بقيادة المرأة.. كان خبرا باردا لم يحفز المجتمعين للتفاعل معه، إلا حينما صفق مندوب المملكة حينها تنبه أعضاء الجلسة بأنه حدث فريد يستحق الفرح..
وقبل هذا الحدث كانت عرى التشدد تفك عروة بعد أخرى، فتجدنا نتقافز فرحا بفك عقدة من تلك العقد، فقد فرحنا قريبا بمشاركة النساء في أفراح اليوم الوطني وقبلها بدخول المرأة إلى مجلس الشورى وقبلها بعمل المرأة في الأعمال المختلفة وقبلها.. وقبلها.. وقبلها..
الناس فرحة بعودة المجتمع الطبيعي، وقبل يومين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر أن التلفزيون السعودي يستعيد عافيته ويبث سهرة غنائية لأم كلثوم... ومن اطلع على تغريدات الشعب السعودي فرحة بعودة الغناء في التلفزيون السعودي لن يستوعب سبب الفرحة الغامرة التي اجتاحت المغردين...
نعم كأننا عدنا للحياة من جديد..
** **
في طفولتنا كان غناء أم كلثوم يمثل لنا إرهاقا وتعبا ومللا..
في تلك الطفولة التي سبقت عام 1400 للهجرة كان التلفزيون السعودي ممتعا ومتنوعا، وعلى خارطة البث برامج مختلفة الاتجاهات وغنية المضامين وكل برنامج يسعى إلى تعميق ثقافة الفرد.. في تلك الطفولة لم تكن المسلسلات هابطة المستوى أو اللغة، أذكر أننا شاهدنا روائع الروايات العالمية من خلال مسلسلات لبنانية بلغة عربية فصيحة ثرة المفردات.. في تلك الفترة كان التلفزيون أداة تثقيف ومتعة وطرب، وكان التلفزيون يبث غناء جميع عمالقة الطرب ومن تلاهم في القيمة والجماهيرية... يكفي أن تخبر شابا من شباب زمن التحريم (الذين تم مسخ عقولهم بتحريم الغناء) أن التلفزيون السعودي كان يبث أغاني في أيام الحج ترحيبا بالموسم والحجاج معا وعلى رأس تلك الأغاني أغنية فيروز (غنيت مكة أهلها الصيدا).. كان الزمن جميلا والناس أجمل قبل أن تعصف بنا الصحوة..
في تلك الفترة وحينما كنا أطفالا كانت السهرة التلفزيونية لليلة الجمعة تتمثل من فقرتين: حفلة ساهرة لأم كلثوم تليها حلقة لمسلسل يعرض طوال الأسبوع، ولكي لا تفوتنا الحلقة نظل نغالب النعاس من طول أغنية أم كلثوم، وإذا سرقنا النوم نلقي اللائمة على أم كلثوم، وكان بعضنا يقفز إلى الشارع ويظل يلعب إلى أن تنتهي فقرة أغنية أم كلثوم، ولكي أروض ذلك الطفل وأعلمه مقدار الجمال الذي كنت أتغافل عنه لعبا أو نعاسا فقد ظللت ليلة عودة أم كلثوم لشاشة التلفزيون السعودي متابعا لأغنيتها ومشبعا بالفرح.